حينما تتكلم الجراح

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما تتكلم الجراح

غسلت منك يداي
ضمخت وجهي بدموعي
علني أحس برعشة النسيان
وأجفف بضوء الصباح جفون الليل الباكي
عسى قلبي تتغمده رحمات البعد والإغتراب
فلم أعد ذلك الصامت الخجول
ولم يعد في جوف روحي بعض من مشاعر الإنتظار

ربما استبد بي الحنين
ولكن إلى من ؟
ليس إليك
ولكن إلى صدق فقدناه
وحب قتلناه
ودين ظلمناه
ووعد أخلفناه
وقلب ردمناه

تهيج بي الخواطر
وتقذف بالشعر نبالا تجرح الصدر النقي
تنحني رموش العين انكسارا من ظلمك
يتأرجح اليراع بين أناملي
تتبعثر قطرات الحبر دما من خاطري
تكاد تحترق أوراق البوح من وجع الأنين

ولكن الله برحمته زرع في الفؤاد الصبر
فصمدت روحي ولم تتهاوى
وثبت الجسد مني ولم يتلاشى

بحثت عن بصماتك بين ركام الذكريات
فما وجدت غير أطلال هدمت وبيوت خربت
وأنفاس أجهضت وأوصال قطعت

لم أنتظر منك أملا باسما
ولم أنتظر لك قدرا قاصما
ولكن الظلم ظلمات
والصبر حسنات
وما نبع من الصفاء لا يزول
وما توالد في الضباب مصيره الأفول

رفعت رأسي وقلت يا الله
أهي عاقبة المنافقين
أم جزاء المحسنين
أرجوك إن كانت الأولى فرد من عاقبت إلى سبيل الرشاد
وإن كانت الثانية فثبت القلب على نورك الذي لا يخبو

مع تحيات

عوبد الورد