[size=24]بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في الفلوجة في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948
التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث
قادة الجيش على لعب دورا في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه
محطة إذاعة برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في العراق عام 1941
بإحداث أول ثورة تحررية قي الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية
تنادي بوحدة الاقطار العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش
العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية. وحث الجيش
المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر
المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق
للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت
دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين.
[بحاجة لمصدر] وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق في حركة يوليو/ تموز 1952 ، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.
و في 23 يوليو 1952
قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين
فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان
الضباط الأحرار قد اختاروا محمد نجيب
رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك
لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو
ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب
جماهير الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن
ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه
عبد الناصر لصالحه في (17 ربيع الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل محمد نجيب، وحدد إقامته في منزله ، وانفرد وحده بالسلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في وذلك في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الإستقلال.
في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً ، حيث حدث انقلاب في الاقليم السوري في سبتمبر من عام 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق وسوريا العام 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف عام 1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية عام 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بعام.
بعد حرب حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند العرب،
خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات
في العديد من مدن مصر و خصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية.
من إنجازاتهناصر مع خروشوف في تحويل مجرى النيل
- وافق على مطلب السوريين بالوحدة مع مصر في الجمهورية العربية المتحدة، والتي لم تستمر أكثر من ثلاث سنين تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961) وسط مؤامرات دولية وعربية لإجهاضها.
- استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم انجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 ابريل 1964.
- قام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل.
- تأسيسه منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو.
- تأميم البنوك الخاصة و الأجنبية العاملة في مصر.
- قوانين الاصلاح الزراعى و تحديد الملكية الزراعية والتى بموجبها صار
فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض التى يفلحونها ويعملون عليها وتم
تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتى فدان فقط .
- إنشاء التليفزيون المصري (1960)
- قوانين يوليو الإشتراكية (1961)
- إبرام إتفاقية الجلاء مع بريطانيا العام 1954، والتى بموجبها تم جلاء
آخر جندى إنجليزى عن قناة السويس و مصر كلها في الثامن عشر من يونيو 1956 .
- بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر.
- إنشاء كورنيش النيل.
- إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
- التوسع في التعليم المجاني على كل المراحل.
- التوسع المطرد في مجال الصناعات التحويلية.
يقول د.علي الجربتلي المنتمي إلى المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه
في عهد عبد الناصر، قامت الثورة باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون
فدان من ري الحياض إلى الري الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليون
واربعمائة الف فدان.
عبد الناصر يخطب في الجماهير السورية 1961
يضيف د.جربتلي "فيما يتعلق بالقطاع الصناعي، انه حدث تغيير جذري في
الدخل والانتاج القومي، فقد زادت قيمة الانتاج الصناعي بالاسعار الجارية
من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140 مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635
مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من 34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133
مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد
العالي".
أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهد
السادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة
1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970, مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا,ووصلت
مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة 1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولة
طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى
8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول د.صبري "ان الثورة جاوزت نسبة 75% في
الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي، وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية
من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من
250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".
يتبع