* وثيقة خطيرة للسفارة الأمريكية حول مبارك والنظام المصري .. وقضايا الخلافة والاقتصاد والأمن و حقوق الإنسان
* الرئيس نجا من ثلاث محاولات اغتيال .. وصحته في 2009 كانت جيدة باستثناء ضعف بسيط في أذنه اليسرى
* الخلافة: مبارك سيرشح نفسه في الانتخابات القادمة إذا كان حيا.. وجمال أقوى المرشحين لكن الرئيس ترك الأمر لله والأجهزة الأمنية العسكرية
* اقتصاديا : زيادة الفقر المدقع وفقدان الوظائف وعجز الميزانية.. دفع الحكومة المصرية إلى أساليب قمعية ضد الأفراد والجماعات
* خارجيا: مصر حريصة على إن تظل حليف أمريكا العربي الذي لا غنى.. وأكثر استعدادا لمواجهة إيران والعمل بشكل وثيق مع إسرائيل
* شخصية مبارك: علماني كلاسيكي يكره التطرف الديني والتدخل في السياسة ويعتبر الإخوان المسلمين التحدي الأسوأ
* حقوق الإنسان : التحسينات تتم في المناطق التي لا تؤثر على الأمن العام أو الاستقرار
*
ترجمة – نفيسة الصباغ :
كشفت وثيقة جديدة لويكيليكس عن رؤية أمريكا للرئيس مبارك ونظامه قبيل زيارة مبارك لواشنطن بعد تولي أوباما .. وأشارت الوثيقة التي صدرت من السفارة الأمريكية بتاريخ ١٩ مايو ٢٠٠٩، إلى أن أهمية الزيارة تأتي في كونها كسر لحالة الجمود بين مصر وأمريكا بعد أخر زيارة لمبارك لواشنطن في أبريل ٢٠٠٥،وهي الزيارة التي اعتبرتها واشنطن جاءت لتكسر تقليد استمر عشرين سنة كان مبارك يقوم خلالها بزيارات سنوية إلى البيت الأبيض.. وتأتي أهمية الوثيقة في كونها محاولة من السفارة الأمريكية لتقديم مبارك لأوباما لذلك فإن لغتها حافظت على أكبر قدر من التوازن محاولة إظهار الميزات والعيوب في الرئيس المصري ونظام حكمه .. كما حاولت أن تقدم للرئيس الأمريكي المداخل التي يمكن أن يتعامل معها مع الرئيس المصري بعد 5 سنوات من القطيعة .. لذا فإن نبرة الوثيقة جاءت مختلفة في التعامل مع شخص الرئيس ولكنها في الوقت نفسه جاءت لتعري طريقة تفكيره وطريقة إداراته ورؤيته للإدارة الأمريكية السابقة ..
وكذلك قدمت الوثيقة معلومات عن صحة الرئيس وقتها مشيرة أنه رغم كبر سنه 81 عاما لا زال يتمتع بصحة جيدة باستثناء ضعف سمع بسيط في إذنه اليسرى ..وأوضحت الوثيقة في السياق نفسه أن الرئيس نجا من 3 محاولات اغتيال خلال حكمه .. كما أشارت الوثيقة لرؤية القائمين على السفارة لأفكار الرئيس وسياسته والتي يمكن تلخيصها في عدة نقاط : هي حرصه على إن تظل مصر حليف أمريكا العربي الذي لا غنى عنه وأنه ليس لديه مستشار واحد أو مقربين يمكنهم التحدث باسمه، كما أنه منع أيا من مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق صلاحياتهم المقيدة تماما لكنه ترك لوزير الداخلية العادلي والقيادات الأمنية رفيعة المستوى الفرصة للحفاظ على الوحوش المحلية في مكانها. وفي الوقت الذي ترك لجمال مبارك وعدد من وزراء الاقتصاد الفرصة للتحرك في المسائل الاقتصادية والتجارية، فإنه سيقاوم على الأرجح المزيد من الإصلاحات الاقتصادية إذا كان ينظر إليها على أنها يمكن أن تكون ضارة على النظام العام والاستقرار
وتشير الوثيقة أن مبارك شخص علماني كلاسيكي يكره التطرف الديني والتدخل في السياسة. ويعتبر الإخوان المسلمين التحدي الأسوأ ليس فقط لسلطته ولكن لرؤيته للمصالح المصرية. وطبقا للوثيقة فإن عقلية مبارك، تفضل أن يجعل بعض الأفراد يعانون أفضل من أن اعم الفوضى ولهذا فإن التحسينات في مجال حقوق الإنسان تتم في المناطق التي لا تؤثر على الأمن العام أو الاستقرار من وجهة نظر نظام مبارك
وحول الخلافة في مصر أكدت الوثيقة أن مبارك إذا كان لا يزال حيا فمن المرجح انه سيرشح نفسه مرة أخرى، ويفوز لا محالة .. وتضيف أنه لا أحد في مصر يعلم علم اليقين من الذي سيخلف مبارك في نهاية المطاف ولا تحت أي ظرف من الظروف لكن المرشح الأكثر ترجيحا هو ابنه جمال مبارك (الذي يتزايد نفوذه على الحزب الحاكم بقوة)، وبعض الأقوال تشير إلى أن قيادات عسكرية ربما تقف حائلا لكن يبدو أن مبارك نفسه يترك قضية الخلافة لله والأجهزة الأمنية العسكرية والمدنية لضمان انتقال آمن للسلطة
وتشير الوثيقة إلى التراجع الاقتصادي الذي شهدته مصر في عهد مبارك فبعد أن كان الناتج المحلي للفرد في مصر منذ ٣٠ عاما متساويا مع الناتج المحلي في كوريا الجنوبية، فاتها تشير أنه اليوم يقترب من الناتج المحلي للفرد في اندونيسيا..كما أشارت إلى مظاهرات الخبز عام ٢٠٠٨ للمرة الأولى منذ عام ١٩٧٧. وتعثر – ما أسمته بالإصلاحات الاقتصادية مما دفع الحكومة المصرية إلى أساليب قمعية ضد الأفراد والجماعات، في ظل فشل السياسات الحكومية في رفع الطبقات الدنيا في مصر من براثن الفقر. مشيرة إلى زيادة الفقر المدقع وفقدان الوظائف، وعجز الميزانية المتزايد
وعلى صعيد السياسية الخارجية قالت الوثيقة التي جاءت ممهورة بتوقيع سكوبي أن المصريين أكثر استعدادا لمواجهة بدائل إيرانية والعمل بشكل وثيق مع إسرائيل ..وإلى نص الوثيقة والتي جاءت تحت عنوان ” زيارة مبارك لواشنطن “:
زيارة مبارك لواشنطن
يرى المصريون اللقاء المرتقب بالرئيس مبارك بالرئيس الأمريكي باعتباره بداية جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية التي من شأنها استعادة الشعور بالاحترام المتبادل التي يعتقدون أنه تناقص في السنوات الأخيرة. وقد تشجع الرئيس مبارك من خلال التفاعلات الأولى مع الرئيس ووزيرة الخارجية والمبعوث الخاص ميتشل، ويفهم أن الإدارة تريد استعادة الشعور بالدفء التي ميز الشراكة المصرية الأمريكية.
ويريد المصريون أن تثبت الزيارة أن مصر لا تزال “حليف أمريكا العربي الذي لا غنى عنه” وأن حدة التوتر بين البلدين خفت. فالرئيس مبارك قائد فخور لأمة فخورة. ويعتمد بدرجة كبيرة على خبرته الطويلة في السياسة الإقليمية والحكم كما أنه يقيم المقترحات والتوصيات الجديدة بالتغيير.
ملف مبارك الشخصي
————————–
مبارك البالغ من العمر ٨١ عاما يتمتع بصحة جيدة بشكل معقول، وأبرز المشكلات الواضحة عنده هي ضعف السمع في أذنه اليسرى. هو يستجيب جيدا عندما يتم التعبير عن الاحترام لمصر ولموقفه، ولكنه لا يتأثر بالإطراء الشخصي. “يتبل” مبارك ملاحظاته بالحكايات التي تثبت كلا من خبرته طويلة وحسه الفكاهي. أثرت وفاة حفيده محمد عليه بعمق وبلا شك ستضعف حماسه للزيارة التي كان يرغب كثيرا في القيام بها. خلال فترة ولايته التي استمرت ٢٨ عاما، نجا مبارك على الأقل من ٣ محاولات اغتيال، وعمل على الحفاظ على السلام مع إسرائيل، كما تجاوز حربين في العراق وعدم الاستقرار الإقليمي الذي حدث ما بعد ٢٠٠٣، والأزمات الاقتصادية المتقطعة، وتمكن من التحكم في التهديد الإرهابي الداخلي المزمن. هو واقعي وحذر ومحافظ بالفطرة، ولديه القليل من الوقت لتحقيق الأهداف المثالية. ينظر مبارك للرئيس بوش (٤٣) باعتباره “ساذج ويسيطر عليه مرؤوسيه، وغير مستعد نهائيا للتعامل مع عراق ما بعد صدام، وخاصة صعود نفوذ إيران الإقليمي”.
في عدة مناسبات، عبر مبارك عن أسفه للغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين. ويشير عادة إلى أن مصر لم تحب صدام ولا تأسف عليه، لكنه على الأقل سيطر على البلاد وتصدي لإيران في الوقت نفسه. ويستمر مبارك في رؤيته لأن العراق بحاجة إلى زعيم “عسكري قوي وصعب وعادل”. هذه الملاحظة الموحية، وفقا لاعتقادنا، تصف رؤية الرئيس مبارك لنفسه كشخص صعب ولكنه عادل، ويضمن الحاجات الأساسية لشعبه.
لا توجد قضايا توضح رؤية مبارك للعالم أكثر من رد فعله على المطالب بأن يفتح مصر لمنافسة سياسية حقيقية وتخفيف سيطرة الأجهزة الأمنية المستشرية. وبالتأكيد عززت السياسية العلنية للانتقادات، في السنوات الأخيرة، تصميمه على عدم استيعاب وجهات نظرنا. وعلى الرغم من ذلك، سيكون أكثر استعدادا للنظر في الأفكار والخطوات التي قد يأخذها بناء على حوار أقل علانية. فهمه الأساسي لبلاده والمنطقة يدفعه نحو الحذر الشديد. لقد استمعنا له ينتقد نتائج جهود الولايات المتحدة في تشجيع الإصلاح في العالم الإسلامي. ويمكن أن يستند على تجربة شاه إيران: الذي شجعته الولايات المتحدة على قبول الإصلاحات، فقط لمشاهدة سقوط البلد في أيدي المتطرفين الدينيين الثوريين. وأينما يشاهد هذه الجهود الأمريكية، سيشير إلى حالة الفوضى وفقدان الاستقرار التي أعقبت ذلك. وبالإضافة إلى العراق، سيذكرنا بأنه حذر في الانتخابات الفلسطينية عام ٢٠٠٦ التي جلبت حماس (إيران) إلى عتبة بيته. الآن، نحن نفهم أنه يخشى أن تكون باكستان على حافة الوقوع في أيدي طالبان، وقال إنه يضع بعض اللوم على إصرار الولايات المتحدة على اتخاذ خطوات أضعفت مشرف في نهاية المطاف. وفي حين أنه يعلم أن البشير في السودان ارتكب أخطاء كبيرة ومتعددة، فهو لا يستطيع العمل لدعم إبعاده عن السلطة.
مبارك لا يوجد لديه مستشار واحد أو مقربين يمكنهم بالفعل التحدث باسمه، ومنع أيا من مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق صلاحياتهم المقيدة تماما من السلطة. ولا يهتم مبارك بأن مصر عسكريا غير مستعدة تماما لمواجهة تهديدات القرن ٢١ الخارجية. كما أن وزير الداخلية العادلي والقيادات الأمنية رفيعة المستوى يحافظون على الوحوش المحلية في مكانها. جمال مبارك وعدد من وزراء الاقتصاد لديهم مدخلاتهم بشأن المسائل الاقتصادية والتجارية، ولكن مبارك سيقاوم على الأرجح المزيد من الإصلاحات الاقتصادية إذا كان ينظر إليها على أنها يمكن أن تكون ضارة على النظام العام والاستقرار. الدكتور زكريا عزمي وغيره من كبار قادة الحزب الوطني القليلة يديرون البرلمان والسياسة العامة.
مبارك هو شخص علماني كلاسيكي مصري يكره التطرف الديني والتدخل في السياسة. والإخوان المسلمين التحدي الأسوأ ، لأنها ليست تحديا فقط لسلطة مبارك، ولكن لرؤيته للمصالح المصرية. كما هو الحال مع القضايا الإقليمية، فمبارك، يسعى إلى تجنب نزاع وتجنيب شعبه العنف الذي يتوقع أن ظهر في حال تم إطلاق الحريات الشخصية والمدنية. عقلية مبارك، تفضل أن يجعل بعض الأفراد يعانون أفضل من أن المجتمع للفوضى – طبقا لرؤيته – . ولهذا فإن التحسينات في مجال حقوق الإنسان تم في المناطق التي لا تؤثر على الأمن العام أو الاستقرار من وجهة نظر نظام مبارك. وقد تم منح السيدة سوزان مبارك قدرا كبيرا من حرية الحركة للمناورة من أجل النهوض بحقوق المرأة والطفل ومواجهة بعض الممارسات التقليدية التي كان الإسلاميين يدافعون عنها، مثل ختان الإناث، وعمالة الأطفال وقوانين الأحوال الشخصية المقيدة.
الخلافة
———-
الانتخابات الرئاسية المقبلة مقررة في ٢٠١١، وإذا كان مبارك لا يزال حيا فمن المرجح انه سيرشح نفسه مرة أخرى ، ويفوز لا محالة. وعندما سئل عن الخلافة، ذكر أنها ستتم وفقا للدستور المصري. على الرغم من المناقشات المتواصلة همسا، فلا أحد في مصر يعلم علم اليقين من الذي سيخلف مبارك في نهاية المطاف ولا تحت أي ظرف من الظروف. المرشح الأكثر ترجيحا هو ابنه جمال مبارك (الذي يتزايد نفوذه على الحزب الحاكم بقوة)، وبعض الأقوال تشير إلى أن قيادات عسكرية ربما تقف حائلا ، كما أن من بين المرشحين الأمين العام للجامعة عمرو موسى. وتبدو فكرة مبارك عن الزعيم العادل القوي وكأنها تستبعد جمال مبارك إلى حد ما، نظرا لعدم خبرته العسكرية، وهو ما يمكن أن يفسر ترك مبارك للتعامل مع مسألة الخلافة. والحقيقة هو يبدو وكأنه يتركها لله والأجهزة الأمنية العسكرية والمدنية لضمان انتقال آمن للسلطة.
مصر مبارك: ١٩٨٢ - ٢٠٠٩
—————————–
لا تزال مصر تشكل قوة إقليمية كبيرة اقتصاديا وسياسيا وإقليميا. ومع ذلك، أحبطت المشاكل الاقتصادية كثير من المصريين. الناتج المحلي للفرد في مصر كان منذ ٣٠ عاما متساويا مع الناتج المحلي في كوريا الجنوبية، واليوم يقترب من الناتج المحلي للفرد في اندونيسيا. كانت هناك مظاهرات الخبز في عام ٢٠٠٨ للمرة الأولى منذ عام ١٩٧٧. تعثرت الإصلاحات السياسية ولجأت الحكومة المصرية إلى أساليب قمعية ضد الأفراد والجماعات، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي يتزايد نفوذها باستمرار.
تباطأ زخم الإصلاح الاقتصادي وفشل ارتفاع معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الأخيرة في رفع الطبقات الدنيا في مصر من براثن الفقر. وقد أدى ارتفاع معدلات التضخم، إلى جانب تأثير الركود العالمي، إلى زيادة الفقر المدقع وفقدان الوظائف ، وعجز الميزانية المتزايد والمتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي عام ٢٠٠٩ بمعدل أقل بنسبة ٣.٥٪ من معدل العام الماضي.
مبارك نفسه يرفض مناقشة المساعدات الاقتصادية لمصر، ولكن المحاورين الآخرين قد ناقشوها. في ٧ مايو، قبلت مصر رسميا وعلنا معدلات المساعدات للسنتين الماليتين ٢٠٠٩ و٢٠١٠، مما أنهى الجمود بشأن برنامج السنة المالية ٢٠٠٩ ، الذي جاء بسبب الافتقار للتشاور والاشتراطات السياسية. بناء على تقييمنا لأهم احتياجات مصر من المساعدة الملحة، هناك إجماع شعبي واسع في مصر أن النظام التعليمي هو منطقة قصور شديد، نود التركيز على التعليم. ونحن نعتقد أن المصريين سيرحبون بمبادرة جديدة على مستوى الرئاسة في هذا المجال، وهو ما سيكون أيضا في مصلحة الولايات المتحدة، ونظرا للدور الحاسم الذي سيلعبه التعليم في التنمية السياسية والاقتصادية في مصر.
توقعات مبارك الإقليمية
————————–
الصراع العربي الإسرائيلي: رعى مبارك بنجاح اتفاق السادات للسلام مع إسرائيل في القرن ٢١، واستفاد كثيرا من الاستقرار الذي حققته كامب ديفيد لبلاد الشام: فلم يكن هناك حرب برية كبيرة لأكثر من ٣٥ عاما. وعزز السلام مع إسرائيل دور مصر المعتدل في جهود السلام في الشرق الأوسط ووفر أساسا لاستمرار تلقي مساعدة الولايات المتحدة السياسية العسكرية والاقتصادية (١.٣ مليار دولار و ٢٥٠ مليون دولار، على التوالي). ومع ذلك، لا تزال عناصر السلام مع إسرائيل الأوسع نطاقا، على سبيل المثال التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي، متخلفة في الأساس.
كما أن كامب ديفيد قدمت لمبارك تحديا دائما لتحقيق التوازن بين صورة مصر الدولية كشريك معتدل وبين صورتها المحلية كزعيم للقومية العربية. وتمكن مبارك من التعامل مع هذا الانقسام الاستراتيجي بأكبر قدر من الفعالية في أوقات الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، فإن ضريبة حروب الخليج، وخصوصا الأزمات الإقليمية في مرحلة ما بعد صدام، هزت تلك المعادلة. على سبيل المثال، خلال حرب لبنان ٢٠٠٦، طلبت إدارة بوش من جانب مصر الوقوف ضد حزب الله، وفي الوقت نفسه طالب المتظاهرون المصريون بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل. تجمد المصريون وهدؤوا في انتظار استقرار الوضع. وفي الآونة الأخيرة، مع دفع إيران للمعركة بالاقتراب من حماس في غزة واكتشاف خلية حزب الله في مصر، يبدو المصريون أكثر استعدادا لمواجهة بدائل إيرانية، والعمل بشكل وثيق مع إسرائيل.
مبارك عمل كوسيط فعال خلال مراحل مختلفة من الصراع العربي الإسرائيلي. في عهد عرفات، عملت مصر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. في بداية عهد عباس، كان الدور المصري، غير واضح حيث تفاوض الإسرائيليين والفلسطينيين مباشرة، وكان مبارك لفترة دون أي إنجاز لا للغرب ولا لشعبه. ويعتقد اعتقادا راسخا، أن إدارة بوش “أجبرت” على إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام ٢٠٠٦ (التي فازت فيها حماس). مما سمح لحماس في يونيو ٢٠٠٧ من الاستيلاء على غزة، وهو ما سمح للمصريين بالعودة إلى المباراة كوسيط وأوضح فريق مبارك أنها لن يتخلى عن” الملف الفلسطيني” لأية دولة عربية أخرى. وبشكل عام، فالعلاقة الإستراتيجية بين مصر وإسرائيل تقف على أرض صلبة، لأنهما يواجهان تهديدا مشتركا من حركة حماس.
الخلاف المستمر بين الدول العربية، والذي حفز مصر والمملكة العربية السعودية ضد سوريا وقطر يحركه في المقام الأول النفوذ الإيراني في المنطقة، هو الاختبار الحالي لمبارك. وحاليا المعسكر المصري السعودي المعتدل هو المتحكم. وقد تمكن مبارك بفعالية معقولة، من التأكيد على النفوذ المصري من خلال قمة أعدت على عجل لكنها فعالة في شرم الشيخ في فبراير، ولكن رعاة إيران العرب (قطر خصوصا) يواصلون العمل على زعزعة المصريين. سيثير مبارك معارضته لقرار الرئيس بوش بغزو العراق، معتبرا أنه فتح الباب للنفوذ الإيراني في المنطقة. ومع ذلك، فإن المصريين مؤخرا للمبعوث الخاص للروس أنهم يتوقعون أن تفشل محاولاتنا للتواصل مع إيران وأنه “يجب أن نستعد للمواجهة من خلال العزلة.” وحاليا مبارك ومستشاريه مقتنعون بأن طهران تعمل على إضعاف مصر عن طريق خلق خلايا لحزب الله، ودعم جماعة الإخوان المسلمين، وزعزعة الاستقرار في غزة. وحذرت مصر أنها سترد إذا استمرت هذه الإجراءات.
ترى مصر أن استقرار ووحدة السودان أمرا أساسيا لأمنها القومي بسبب القلق بشأن قدرتها على الوصول إلى مياه النيل واحتمال زيادة تدفقات اللاجئين السودانيين. وتستخدم الحكومة المصرية مساعدة التنمية في جنوب السودان للتشجيع علي الوحدة الوطنية. وهنا أيضا، يشعر المصريون بالغيرة والحساسة للتدخل القطري في حل أزمة دارفور، تلك الأزمة التي تقع مباشرة في الفناء الخلفي لمصر. وقد يسأل مبارك عن إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة على السودان وربما يريد أن تسمع كيفية إدارة هذه القضية. إذا وافق، فبمقدور مبارك استخدام مكانته ومصداقيته مع البشير لإحراز تقدم بشأن دارفور وقضايا حقوق الإنسان.
نقاط الحوار حول الشأن الإقليمي مع مبارك
——————————————–
السلام العربي الإسرائيلي: سيطلب من القيادة الأمريكية مواصلة تسليط الضوء على دور مصر كوسيط معتدل. وسيشدد على أولوية المسار الفلسطيني على الجهود مع سوريا. وسيضغط من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة بشأن المستوطنات خاصة وأن مقاومة العرب ستستمر حتى يتمكنوا من رؤية أنه من الممكن الوثوق بنتنياهو.
إيران: سيقف بقوة ضد النفوذ الإقليمي الإيراني، ويعرب عن التشاؤم حيال تواصل الولايات المتحدة مع طهران. وسيوضح أنه لا ينبغي الربط بين اتفاق السلام العربي الإسرائيلي وبين إيران ولكن سيتفق مع تقييم الرئيس بأن مثل هذا الربط موجود في أن إحراز تقدم على المسار الإسرائيلي الفلسطيني سينتج عنه تقويض لحركة حماس وحزب الله.
السودان: سيسلط الضوء على دور مصر كمقدم للمساعدة الإنسانية والعسكرية، ويؤكد على ضرورة الحفاظ على الاستقرار.
الخلافات العربية – العربية: من المحتمل أن ينتقد قطر وربما سوريا وتبعيتهما الإيرانية. ويحتمل أن يسأل عن خطتنا لإشراك دمشق ويقترح تنسيق الجهود.
العراق: يمكن أن يكون حذرا، لكن الشكوك مستمرة حول المالكي وعلاقاته الإيرانية. وسيقول أن مصر منفتحة على تحسين العلاقات الثنائية ولكنها تنتظر تحركا عراقيا.
التوقيع: سكوبي
المصدر ويكليكس
مترجم من الانكليزية الى العربية المصرية